|
|
✍️بقلم: محمد الليثي
استمرت مبيعات شركة جرير في النمو خلال السنوات الخمس الأخيرة، محققة أعلى مستوياتها على الاطلاق لتستقر فوق مستويات 10 مليارات ريال للسنة الثانية وصولا إلى 10.83 مليار ريال بنهاية عام 2024، ما يعكس مرونة الشركة في تحقيق معدلات نمو للمبيعات رغم التحديات السوقية. |
ومع ذلك، رافق هذا النمو تراجع تدريجي في هوامش الربحية على مدار السنوات الخمس الأخيرة، متأثرة من الضغوط التنافسية المتزايدة في سوق التجزئة، لا سيما في قطاع الإلكترونيات والمنتجات المكتبية، حيث تتزايد المنافسة من لاعبين جدد يقدمون منتجات بأسعار تنافسية، مدعومة بتسهيلات سداد مرنة، مما أثر بشكل مباشر على قدرة الشركة على الحفاظ على ربحيتها.
📉
استراتيجية تقليص الهوامش الربحية للحفاظ على الحصة السوقية مع تصاعد المنافسة، لجأت جرير إلى تقليص هوامش الربحية كإستراتيجية للحفاظ على مكانتها في السوق، حيث قدمت الشركة تخفيضات دورية ووسعت نطاق منتجاتها لتشمل فئات سعرية مختلفة تناسب جميع الشرائح، بالإضافة إلى إطلاق حملات ترويجية مكثفة اعتبارا من الربع الثالث 2024 بالتركيز على تقديم خصومات وتنويع العروض لتعزيز المبيعات والحفاظ على قاعدة العملاء. ويعد سوق التجزئة، وخاصة في قطاع الإلكترونيات والمنتجات المكتبية، من أكثر القطاعات تنافسية، حيث يشهد دخول شركات جديدة مع التوسع في القنوات الإلكترونية من خلال تقديم عروض وتخفيضات مستمرة، ما انعكس ذلك بضغط مباشر على أسعار البيع، مما دفع جرير إلى تغير سياسة الشركة من خلال خفض أسعار منتجاتها وتقديم مزيد من التسهيلات لجذب العملاء للحفاظ على حصتها السوقية في ظل توفر أنظمة سداد مختلفة مثل اشترِ الآن وادفع لاحقًا وخطط التقسيط عبر البنوك، مما زاد من قدرة المستهلكين على مقارنة الأسعار والبحث عن العروض الأفضل. كانت تلك الاستراتيجية أثر مباشر على الربحية، حيث أدت هذه الحملات إلى زيادة المصاريف المباشرة وغير المباشرة، حيث انخفض هامش الربح الإجمالي بمقدار 2.1% خلال السنوات الخمس الأخيرة وصولا إلى 12.2% خلال عام 2024، ما أدى إلى تقليل القيمة المتحققة لكل وحدة مباعة، وجعل الحفاظ على مستويات الربحية السابقة أكثر صعوبة، رغم نمو حجم المبيعات. كما استمر هامش صافي الربح في التراجع من 10.8% في 2020 إلى 9% في 2024، مما يعكس التأثير المباشر للمنافسة القوية على ربحية الشركة. كما أدى ذلك إلى زيادة اعتماد الشركة على حجم المبيعات بدلاً من الربحية لكل منتج، مما قد يشكل تحديًا على المدى الطويل في حال استمرت المنافسة بنفس الحدة. |
💵
الدخل التشغيلي وصافي الربح رغم الضغوط على الهوامش، استمر الدخل التشغيلي في الاستقرار النسبي عند مستويات تفوق 1 مليار ريال سنويًا خلال الفترة من 2020 إلى 2024، مما يعكس جهود الشركة في إدارة التكاليف التشغيلية خاصة مع التحديات السوقية المتزايدة. وعلى صعيد صافي الربح، فقد استقر عند نفس مستويات العام السابق ببلوغه 974 مليون ريال في 2024. |
⚙️
القطاعات التشغيلية تتمثل القطاعات التشغيلية لـ جرير في 4 قطاعات رئيسية، أهمها قطاعي التجزئة، وقطاع التجارة الإلكترونية، اللذان يشكلان نحو ما يقارب من 95% من المبيعات السنوية. قطاع التجزئة – المحرك الأساسي للمبيعات متوسط مساهمة سنوي بنحو 75% يعتبر قطاع التجزئة الركيزة الأساسية لأعمال جرير، ويعتمد أداء الشركة بشكل مباشر على حجم المبيعات في الفروع، وهو الأكثر تأثرًا بالمنافسة السعرية القوية في سوق الإلكترونيات والمنتجات المكتبية، فقد انخفض متوسط هوامش الربحية للفرع الواحد بهدف استقرار صافي الربح بدلا من تحقيق نمو قوي. |
يذكر أن الشركة مستمرة في افتتاح فروع جديدة حتى وصلت إلى 74 فرعا داخل وخارج المملكة حتى نهاية شهر يناير 2025. |
قطاع التجارة الإلكترونية بمتوسط مساهمة سنوي بـ 19%
شهد قطاع التجارة الإلكترونية توسعًا ملحوظًا، حيث بات يمثل 19% من إيرادات الشركة، وهو مؤشر على تحول سلوك المستهلكين نحو التسوق الرقمي، ما ساهم في تعويض تراجع هوامش التجزئة عبر بيع المنتجات مباشرة للعملاء بدون التكاليف التشغيلية للفروع. |
⚔️
التحديات المستقبلية من المؤكد أن تستمر ضغوط المنافسة والتي سيكون أثر مباشر قد يحد من قدرة الشركة على تحسين الهوامش دون التأثير على المبيعات، وقد تحتاج جرير إلى موازنة بين استراتيجيات التسعير الجاذبة وضبط التكاليف لتعزيز الربحية على المدى الطويل. كما أن مستقبل النمو يعتمد بشكل كبير على تطوير قطاع التجارة الإلكترونية، وزيادة الكفاءة التشغيلية في مواجهة المنافسة الشديدة. تحتاج الشركة إلى التركيز على تحسين هوامش الربحية، وتقليل المصاريف البيعية والتسويقية، والاستفادة من التحول الرقمي لضمان استدامة الأرباح وتحقيق نمو مستقبلي أكثر استقرارًا. |
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2025، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |