|
|
في إطار استراتيجية نشرة ويك أند لتغطية الأحداث المهمة ذات الصلة بالسوق السعودي، نسلط الضوء اليوم على شركة تيليفونيكا الإسبانية، إحدى أكبر شركات الاتصالات في أوروبا، والتي استحوذت شركة الاتصالات السعودية stc على حصة 9.9% من أسهمها مؤخرًا. |
|
هذا الاستحواذ لم يكن مجرد صفقة عادية؛ بل يمثل خطوة استراتيجية تعكس توجه stc للتوسع دوليًا وتعزيز وجودها في الأسواق العالمية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. لذلك، فإن تحليلنا لهذه الشركة يهدف إلى استكشاف الفرص والتحديات التي قد تؤثر على استثمار stc والعوائد المستقبلية التي يمكن تحقيقها. سنستعرض في هذا التحليل الأداء المالي لشركة تيليفونيكا، تأثير تقلبات السوق عليها، واستراتيجياتها المستقبلية في مواجهة التحديات الاقتصادية. كما سنبحث في أوجه التكامل بين استثمار stc في تيليفونيكا، وكيف يمكن لهذه الشراكة أن تدعم مكانة شركة الاتصالات السعودية كمساهم رئيسي في قطاع الاتصالات العالمي. ![]()
ملف الشركة
تُعد شركة تيليفونيكا واحدة من أبرز شركات الاتصالات العالمية، حيث تعمل في العديد من البلدان وتقدم مجموعة شاملة من خدمات الاتصالات. تأسست الشركة عام 1924 في مدريد بإسبانيا كشركة عامة محدودة، وركزت في بداياتها على تقديم خدمات الهاتف الثابت، التي شهدت طلبًا متزايدًا بفضل التوسع الحضري والتصنيع في إسبانيا خلال تلك الفترة.
على مر العقود،نجحت تيليفونيكا التوسع والتنويع إذ وسعت نطاق خدماتها لتشمل الاتصالات المحمولة، وشبكات الإنترنت ذات النطاق العريض، والخدمات الرقمية، هذا التحول جعلها واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم بفضل التزامها بالابتكار وتلبية احتياجات الأسواق المتغيرة.
في أواخر القرن العشرين، بدأت تيليفونيكا بالتوسع الدولي حيث دخلت أسواق أمريكا اللاتينية وأوروبا، مما ساهم في تعزيز قاعدة عملائها وزيادة إيراداتها بشكل كبير. وقد تزامن هذا التوسع مع خصخصة جزئية للشركة في التسعينيات، مما مكّنها من جمع رأس المال اللازم لتوسيع عملياتها وتحديث خدماتها بشكل أكبر. اليوم، تُعرف تيليفونيكا بحضورها القوي في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وبدورها البارز في تقديم حلول اتصالات مبتكرة تلبي احتياجات ملايين العملاء حول العالم. ![]() 🎯 ما هي استراتيجية الأعمال الرئيسية لشركة تليفونيكا؟ تركز الشركة على الحفاظ على السيولة لتلبية الالتزامات قصيرة الأجل، والرواتب، والإيجارات، والمرافق وفواتير الموردين في الوقت المناسب، فضلاً عن مرونة رأس المال لتحقيق التوازن بين الديون والأسهم، وذلك لتمويل عملياتها، وضمان تحقيق النمو. وقالت الشركة إنها تتوقع ارتفاع الأرباح الأساسية بنسبة 2٪ سنويا، والإيرادات الإجمالية بنسبة 1٪، وذلك مع تحول تركيزها نحو النمو والربحية والاستدامة، بعد سنوات قضتها في خفض الديون والاستثمار في البنية التحتية. كما واجهت شركة تليفونيكا انخفاضا في أرباحها بسبب المنافسة الشديدة في قطاع الاتصالات، والحاجة إلى استثمار كبير في البنية التحتية لتقنية الجيل الخامس، وزيادة النطاق الترددي لخدمات الإنترنت، مع ارتفاع الطلب على المحتوى المرئي، مثل بث الفيديو.
وتتوقع الشركة أن تنخفض نسبة الإنفاق الرأسمالي مقارنة بالإيرادات إلى 12% في عام 2026. الإجراءات الاستراتيجية:
تسعى شركة تليفونيكا إلى اتخاذ إجراءات استراتيجية مختلفة لتعزيز مكانتها في السوق، وأهمها: ● عمليات الاستحواذ: ولا سيما الاستحواذ على أصول خدمة الهاتف المحمول الخاصة بمجموعة Oi في البرازيل، مما عزز حضور الشركة في هذا السوق. ● التنوع في جمع رأس المال : التوسع أو سداد الديون أو الاستثمار في مشاريع جديدة ويمكن القيام بذلك من خلال: 1- الطرح الأولي العام 2- طرح أسهم إضافية للجمهور 3- أسهم حقوق الأولوية: يُمنح المساهمون الحاليون الحق في شراء أسهم إضافية بسعر مخفض قبل أن تطرحها الشركة للجمهور.
🚧 ما هي العقبات التنظيمية الرئيسية التي تواجه الشركة؟
التسعير الخاضع للرقابة التنظيمية: تخضع الأسعار في العديد من الأسواق، خاصة بالنسبة لخدمات الهاتف الثابت والهاتف المحمول، للرقابة التنظيمية. وهذا يمكن أن يحد من قدرة شركة تليفونيكا على تحديد الأسعار بحرية، وقد يؤثر أيضا على الربحية. التزامات الخدمة الشاملة: في بعض المناطق، قد يُطلب من تليفونيكا توفير خدمات معينة للمناطق التي تعاني من نقص في الخدمات، مما قد يفرض تكاليف إضافية ونفقات تشغيلية على الشركة. تخصيص الترددات اللاسلكية: تنظم السلطات الحكومية عمليات تخصيص الترددات اللاسلكية لخدمات الهاتف المحمول، ويجب على تليفونيكا أن تتعامل مع التعقيدات المتعلقة بمناقصات الشراء، وتجديد الرخصة، والتي يمكن أن تكون تنافسية ومكلفة. الضرائب والرسوم التنظيمية: تواجه تليفونيكا العديد من أشكال الضرائب والرسوم التنظيمية التي تفرضها عليها الحكومات، والتي يمكن أن تؤثر على أدائها المالي. وقد يكون للتغييرات في قوانين الضرائب أو الزيادات في الرسوم التنظيمية آثار كبيرة على قدرة الشركة على تحقيق الأرباح خاصة في البلد الأم إسبانيا. 📊
البيانات المالية لشركة تليفونيكا
أولا: المركز المالي: ![]() ثانياً: قائمة الدخل الشامل: ![]() تحليل الإيرادات
9 أشهر من عام 202430.42 مليار يورو
نفس الفترة من عام 202330.50 مليار يورو
عام 202340.65 مليار يورو
عام 202240.00 مليار يورو
تعكس الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 انخفاضا بنسبة 0.3% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما قد يتأثر بعوامل مختلفة مثل الضغوط التنافسية، والتغيرات في سلوك المستهلكين، وأوضاع الاقتصاد الكلي.
ويعد معدل النمو في عام 2023 (البالغ 1.6%) بطيئا نسبيا، مما يشير إلى احتمال تشبع السوق، أو زيادة المنافسة. كما يمكن أن يؤثر أداء القطاعات الجغرافية المختلفة على نمو الإيرادات الإجمالية للشركة (على سبيل المثال، فروع الشركة: إسبانيا، والبرازيل، ودول الهيسبام التي أشرنا إليها في بداية التقرير).
من خلال الرسم التالي يمكن التعرف من اين تأتي إيرادات ومصروفات تليفونيكا في عام 2023: |
هوامش الربح الإجمالي
9 أشهر من عام 2024 %31.9
نفس الفترة من عام 2023 %55.1
عام 2023 %27.98
عام 2022 %32.14
يشير هامش الربح التشغيلي البالغ 31.9% في الأشهر التسعة الأولى من 2024 إلى أن ما يقرب من ثلث إيرادات الشركة يُحتفظ به كربح تشغيلي، بعد تغطية نفقات التشغيل. وهذا رقم قوي؛ لأنه في صناعة الاتصالات، تتراوح هوامش الربح التشغيلي عادة من 20% إلى 40%. وتشير القدرة على الحفاظ على هامش ربح تشغيلي مرتفع إلى ممارسات فعالة في إدارة التكاليف. ويمكن أن يشمل ذلك كفاءة عالية في التشغيل، والتسعير الاستراتيجي، وتخصيص الموارد بشكل فعال. ثالثاً: مضاعفات التقييم ![]() رابعاً : توزيعات الأرباح على المساهمين:
يشير هذا الانخفاض الكبير في توزيعات الأرباح المدفوعة للمساهمين إلى اتباع نهج حذر في التوزيع النقدي لتلك الأرباح، مما قد يعكس تركيز الشركة على تعزيز ميزانيتها العمومية وإدارة التزاماتها المالية بشكل أكثر فعالية. صافي الدخل في أول 9 أشهر من 2024:
ومع ذلك، أكدت شركة تليفونيكا على توزيع أرباح بقيمة 0.30 يورو للسهم الواحد لعام 2024، وهي الأرباح التي ستُدفع للمساهمين على شريحتين: 0.15 يورو للسهم في ديسمبر 2024، ثم 0.15 يورو للسهم في يونيو 2025. وهذا يشير إلى التزام الشركة بالحفاظ على عوائد المساهمين في المستقبل. معلومات هامة
خامساً: صافي التدفق النقدي التشغيلي:
كان صافي التدفق النقدي الذي وفرته الأنشطة التشغيلية لشركة تليفونيكا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 يبلغ 7,120 مليون يورو، وهو ما يمثل انخفاضا بنحو 13.6% مقارنة بـ 8,238 مليون يورو في نفس الفترة من عام 2023. قد يعكس ذلك الانخفاض ارتفاعا في تكاليف التشغيل، والتي قد تشمل ارتفاع تكاليف العمالة، والخامات، والخدمات؛ إذ تعد صناعة الاتصالات شديدة التنافسية، ويمكن أن تؤثر الضغوط المتعلقة بالتسعير على نمو الإيرادات. وإذا اضطرت تليفونيكا إلى خفض الأسعار، أو تقديم عروض ترويجية للاحتفاظ بالعملاء، فقد يؤثر ذلك أيضا بشكل سلبي على التدفق النقدي للشركة. ومن المحتمل أيضا أن السياسات الضريبية في الأسواق التي تعمل فيها تليفونيكا أدت إلى مزيد من مدفوعات الضرائب، أو مزيد من تكاليف الالتزام بها، مما يؤثر بشكل مباشر على نمو صافي التدفق النقدي التشغيلي للشركة. من المرجح أن تكون تلك العوامل المتمثلة في زيادة النفقات المالية، ومدفوعات الضرائب، والتأثيرات السلبية المتعلقة بأسعار الصرف الأجنبي في أمريكا اللاتينية (خاصة بسبب انخفاض قيمة الريال البرازيلي) قد ساهم في انخفاض صافي التدفق النقدي التشغيلي لشركة تليفونيكا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وفي السنة المالية 2023، كان التدفق النقدي التشغيلي مستقرا بشكل نسبي مقارنة بسنة 2022، حين بلغ 11,763 مليون يورو. ويشير ذلك الانخفاض الطفيف بنسبة 1٪ عن 2022 إلى أن الشركة حافظت على قدرتها على توفير النقد من عملياتها الأساسية على الرغم من مواجهة تحديات في نمو الإيرادات. سادساً : صافي التدفق النقدي التشغيلي/المبيعات:
تشير هذه النسبة في الأشهر التسعة الأولى من 2024 إلى قوة الشركة المتمثلة في قدرتها على تحويل المبيعات إلى سيولة نقدية بشكل فعال. ويشير ارتفاع نسبة صافي التدفق النقدي التشغيلي مقابل المبيعات بشكل عام إلى توافر السيولة الجيدة، وهو ما يسمح للشركة بالوفاء بالتزاماتها، بل والاستثمار في النمو، وتوزيعات الأرباح على المساهمين.
صافي التدفق النقدي التشغيلي /المبيعات للمنافسين
صافي التدفق النقدي الاستثماري:
بلغ نمو صافي التدفق النقدي الاستثماري للأشهر التسعة الأولى من عام 2024 نحو 51.3%. ويشير هذا إلى زيادة كبيرة في النقد المستخدم في الأنشطة الاستثمارية، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وقد تعكس هذه الزيادة في التدفقات النقدية الناتجة عن الأنشطة الاستثمارية خطة الشركة الاستراتيجية لتعزيز بنيتها التحتية، وخاصة في مجالات مثل تكنولوجيا الجيل الخامس، والخدمات الرقمية، والتحديثات الفنية للشبكات. ويتوافق هذا النهج مع استراتيجية النمو طويلة الأجل للشركة، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى ارتفاع صافي التدفق النقدي الخارجي.
ويبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الاستثمارات ستؤدي إلى زيادة إيرادات الشركة وقدرتها على تحقيق الأرباح على المدى البعيد.
زادت شركة تليفونيكا من استثماراتها في النفقات الرأسمالية أو عمليات الاستحواذ بشكل عام في 2023. وقد تكون هذه خطوة استراتيجية لتعزيز الشركة لبنيتها التحتية، أو توسيع عروض خدماتها، أو الاستثمار في تقنيات جديدة. ويجب على الشركة أن توازن بين نفقاتها الرأسمالية، والكفاءة التشغيلية، من أجل الحفاظ على مستويات قوية من التدفق النقدي. صافي التدفقات النقدية التمويلية:
نمو صافي التدفقات النقدية التمويلية: تشير هذه الأرقام إلى حدوث انخفاض بنسبة 29.6% تقريبا في صافي التدفق النقدي التمويلي من الأشهر التسعة الأولى لعام 2023 إلى نفس الفترة من عام 2024. وقد تكون هذه علامة إيجابية، مما يشير إلى تحسن الوضع المالي للشركة، والتركيز على إدارة مستويات الديون بشكل أكثر فعالية، بما في ذلك سداد القروض والسندات. وقد يساعد ذلك الأمر الشركة في خفض نفقات الفائدة. صافي الدين عن الأشهر التسعة الأولى من عام 2024: 28,748 مليون يورو.ويعكس هذا الرقم زيادة بنسبة 8.3% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ويشير ارتفاع صافي الدين المالي بنسبة 8.3% إلى أن شركة تليفونيكا تحملت ديونا إضافية، أو شهدت زيادة كبيرة في سداد الفائدة، أو شهدت انخفاضا في الاحتياطيات النقدية على مدار العام.
![]() ملاحظة هامة سعر الصرف: بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، مثل شركة تليفونيكا، يجب النظر إلى تقلبات العملة في أسواق أمريكا اللاتينية بعين الاعتبار. فإذا حققت شركة تليفونيكا إيرادات بالعملات الأجنبية، فإن انخفاض قيمة هذه العملات مقابل اليورو (العملة التي تستخدمها الشركة في تقاريرها) يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإيرادات المذكورة عند تحويلها مرة أخرى إلى اليورو. فعلى سبيل المثال، إذا انخفضت قيمة الريال البرازيلي مقابل اليورو، فإن الإيرادات المحققة في البرازيل ستكون قيمتها أقل باليورو، مما يؤثر سلبا على أرقام الإيرادات الإجمالية. |
|
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2025، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |