الأسبوع السادس عشر > ميزانية العام المالي 2025 في السعودية





 

ميزانية العام المالي 2025 في السعودية: لا يتعلق الأمر بتقليص المشروعات، بل بإدارة ناضجة للتوقعات وتحديد الأولويات
 

في هذه القراءة الموجزة من أرقام في البيان التمهيدي لميزانية العام المالي 2025 للملكة العربية السعودية 🇸🇦، نضع الأرقام التي كشف عنها البيان في سياقها، ونوضح كيف تغيرت التوقعات الاقتصادية، وما يعنيه كل ذلك بالنسبة للمالية العامة. خلاصتنا الرئيسية من البيان التمهيدي هي أن السعودية أظهرت إدارة ناضجة للتوقعات المالية وأنها عازمة على تحقيق كفاءة أكبر في الإنفاق الحكومي.
 

السعودية تُركز على تحولها الاقتصادي وسط أجواء متوترة في الشرق الأوسط
 

إسلام زوين   إســلام زوين، الرئيس التنفيذي - أرقـــام
 IZ LinkedIn  IZ X

في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من توترات جيوسياسية وتزايد عدم القدرة على التنبؤ بما يحمله مقبل الأيام، أظهرت المملكة العربية السعودية 🇸🇦 قدراً كبيراً من النضج الاقتصادي التراكمي في إدارة توقعاتها المالية في البيان التمهيدي لميزانية 2025. ويمكن قراءة ذلك بوضوح من خلال خفض معدل الإنفاق المتوقع للعام المقبل، مقارنة بالأعوام القليلة الماضية.

وبالتالي، فإن سياسة إدارة التوقعات هذه تنم على تقدم مشوب بالحذر، إذ إن المملكة تحرص أيضا على حماية تصنيفها الائتماني المتميز فيما يتعلق بالتزامات محددة تجاه مشاريع البنية التحتية المهمة ضمن خطة تنمية كبرى.

وعلى الرغم من كل التوترات وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة في الوقت الحاضر، إلا أن المملكة تتخذ مساراً مختلفاً يعطي الأولوية لمصالحها بما يتماشى مع أهدافها طويلة الأجل، وهو ما نقرأه في البيان التمهيدي للموازنة الجديدة، والتي تتمحور حول الاستثمار في مفهوم الإنفاق الإنتاجي؛ أي الصناعات غير النفطية، والرعاية الصحية، والتعليم، والبحث والتطوير، والنقل.

وتتمتع السعودية 🇸🇦 بمرونة كبيرة مكنتها من إعادة ابتكار سياساتها الاقتصادية في أجواء إقليمية مضطربة، فيما تظل مصممة على تنويع مصادر الدخل.

 

🎯 المقايضات والأولويات:
تتخذ السعودية قرارات مهمة بشأن الأولويات في مواجهة المفاضلة بين العجز المقدر بـ 101 مليار ريال سعودي والذي يشكل 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي من جهة، وبين العقود الضخمة لتطوير البنية التحتية، التي تم ترسيتها، والتي تشكل جزءاً مهما من رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد من جهة أخرى.

📉 إصدار الديون والنمو الاقتصادي:
لتمويل العجز المالي في الميزانية، ارتفع الدين الحكومي في النصف الأول من هذا العام حيث أصبحت المملكة أكبر مصدر للصكوك والسندات في الأسواق الناشئة بإجمالي مبلغ يتجاوز 33 مليار دولار أمريكي، وفقاً لوكالة فيتش.

✅ حجم الأصول الأجنبية مطمئن:
قفز صافي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي بنسبة 5% إلى 445 مليار دولار (1.67 تريليون ريال سعودي) في النصف الأول من العام الجاري، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022، وفقًا للبنك المركزي السعودي (ساما).

💸 الإنفاق الإنتاجي:
من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير المالية محمد الجدعان مؤخرًا، يمكننا أن نرى حرصًا واضحًا من صانعي السياسات على زيادة الاستثمار في الإنفاق الإنتاجي، أي الإنفاق على التعليم والصحة والنقل والاتصالات، لما لها من تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي في نهاية المطاف. ويشمل الإنفاق الإنتاجي أيضًا رأس المال غير الملموس مثل الابتكار والبحث والتطوير.

💰 96 دولار لتوازن الميزانية:
يأتي حوالي 75% من الإيرادات المالية من النفط. على الرغم من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلا أن أسعار النفط لم تتخطى حاجز الـ 80 دولارًا للبرميل إلا لساعات قليلة الأسبوع الماضي (تحديدا 7 أكتوبر). وعند كتابة هذا التقرير في الساعة 12 بتوقيت غرينتش، انخفضت أسعار النفط بما يزيد عن 2% (77.20 دولار للبرميل) مما أدى إلى محو جميع مكاسب الأسبوع الماضي، حيث فشلت خطط التحفيز الصينية في بث الثقة في نفوس المستثمرين، كما انخفضت واردات الصين من النفط للشهر الخامس، مما أثار القلق بشأن الطلب.

كما ظلت الأسواق متوترة بشأن الهجمات الإسرائيلية المحتملة على البنية التحتية النفطية الإيرانية.

 
 يبلغ إنتاج المملكة الآن حوالي 9 ملايين برميل يوميًا، أي أقل بحوالي مليون برميل عن المتوسط على مدار العقد الماضي. ولا تزال أسعار النفط أقل مما هو مطلوب لتحقيق التوازن في ميزانية السعودية. ويقدر صندوق النقد الدولي أن المملكة تحتاج إلى أسعار نفط عند 96 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها. 
 



أقرأ أيضــــاً
هل يمكن أن تتخلى السعودية عن الدولار واعتماد اليوان في تسعير النفط؟

العام الماضي، اتفقت كل من إندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة والفلبين على التخلي عن الدولار في التبادل التجاري، وهو ما فعلته مجموعة دول البريكس، التي ستعقد قمتها في مدينة قازان الروسية الأسبوع المقبل.
استكشف المزيد
كيف تتنبأ منصة أرقام تشارتس بالأداء المالي للشركات المساهمة؟

مع بداية موسم النتائج المالية، وكما جرت العادة يحتاج المستثمر أداة تحليلية لتحليل البيانات المالية التاريخية، والتركيز على أهم العوامل المتغيرة للشركة، إضافة لدراسة العوامل الموسمية والخارجية، للتنبؤ بالنتائج المالية للشركات المساهمة، بغرض التمركز الصحيح قبيل إعلان النتائج المالية.
استكشف الدراسة
Facebook
Twitter
LinkedIn
Instagram
YouTube
حمل تطبيقاتنا
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2024، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة