|
|
تتمتع المملكة العربية السعودية 🇸🇦 بإمكانات هائلة تمكنها من جعل السيارات الكهربائية أكثر جذباً لمواطنيها ولجميع العملاء المحليين، نظراً لأن تعريفة الكهرباء في البلاد منخفضة جداً مقارنة بدول عدة حول العالم، إذ يبلغ المتوسط لكل كيلواط/ساعة نحو 6 سنتات أمريكية. ومن المنتظر أن يُنتج قطاع الطاقة المتجددة في المملكة جزءا كبيرا من الكهرباء عبر توليدها من الرياح والطاقة الشمسية، بدلاً من المحطات التي تعمل بالنفط والغاز، وذلك لتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية للكهرباء، ولتخصيص جزءا من النفط للتصدير. 
ومن المتوقع أن تباع الكهرباء ⚡ التي سينتجها مشروع توليد الطاقة من الرياح في المملكة في عام 2026، بالشراكة مع شركة ماروبيني اليابانية، بسعر منخفض جداً للمستهلكين، يبلغ نحو 6 هللات سعودية (أي حوالي 1.6 سنت أمريكي).
ولإعطاء مثال عملي توضيحي، يبلغ متوسط المسافة التي تقطعها سيارة كهربائية مشحونة بالكامل بقدرة 84 كيلووات في الساعة حوالي 378 كيلومتراً، مما يعني أن تكلفة الرحلة من الرياض إلى الدمام بسيارة كهربائية لن تتجاوز دولارين أمريكيين (7.5 ريال سعودي)، إذا ما احتسبنا سعر الكيلواط/ساعة المولد عبر الطاقة المتجددة. 
ولمقارنة الأمر من منظور عالمي، فإن مثل هذه الرحلة ستكلفك نحو 15 جنيها إسترلينياً (19 دولارا أمريكيا) في المملكة المتحدة، وإذا كنت تقود سيارة تقليدية تعمل بالبنزين، فسوف تكلفك هذه الرحلة حوالي 70 جنيها إسترلينياً (90 دولاراً أمريكياً).
وفي أوروبا، تُعد الأسعار الباهظة للطاقة والكهرباء تحديدا أحد الأسباب الرئيسية التي تهدد نمو صناعة السيارات، وإنتاج السيارات الكهربائية على وجه الخصوص، وأدى الأمر في الأيام الأخيرة إلى توقف الإنتاج في بعض المصانع لبعض الوقت مثل إيطاليا، وإغلاق بعض منها مثل ألمانيا.
ولدى المملكة العربية السعودية 🇸🇦 هدف كبير يتمثل في توليد 50% من الطاقة المنتجة في البلاد من مصادر طاقة نظيفة، قبل نهاية العقد الحالي، وذلك مقارنة بأقل من 1٪ في عام 2022.
وبحلول عام 2030، من المرجح أن تتمكن المملكة من الاستفادة من أكثر من 45 جيجاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وخاصة من مشروع الغاط السعودي لتوليد الطاقة من الرياح، الذي ستبلغ قدرته 600 ميجاواط، ومن المقرر أن يكتمل في عام 2026. وتُنتج السعودية بالشراكة مع شركة لوسِد الأمريكية سيارات كهربائية بطرازات مختلفة. ودشنت الشركة أول مصنع إنتاج لها في المملكة في مايو العام الماضي. وخفضت لوسِد، المملوكة بنسبة 60% لصندوق الاستثمارات العامة، سعر طرازها الشهير إير بنسبة 10% في فبراير الماضي، ليصبح سعرها 299 ألف ريال وفقا لموقع الشركة الإلكتروني. كما أنها تراهن على طرازها الفاخر الجديد جرافيتي بسعر تجزئة يبدأ من حوالي 357 ألف ريال. أما سعر منافستها الأميركية تسلا من طراز واي، الرائج عالميا، فيتراوح بين 189- 244 ألف ريال. بينما يتراوح سعر سيارة بي واي دي الصينية، وأكثر السيارات الصينية مبيعا حول العالم، من حوالي 44 إلى 100 ألف ريال. وتوجد فرص استثمارية كبيرة في إنشاء محطات الشحن السريع في الممكلة، إذ إنه يوجد حاليا حوالي 1000 محطة شحن فقط، فندرة عدد المحطات يعد عائقا رئيسيا أمام التحول للسيارات الكهربائية. في لندن، على سبيل المثال، يوجد حوالي 113 ألف محطة شحن، وشنغهاي التي تعد معقل السيارات الكهربائية في العالم من حيث الانتشار والمبيعات، هناك 196 ألف محطة، وفي دبي، يوجد 700 محطة.
ما هي السياسات العامة المتبعة بالفعل في دول عدة والتي يمكن أن تجعل السيارات الكهربائية أكثر جذباً للمستهلكين؟ وهل ستدفع تكلفة الكهرباء المنخفضة للغاية المواطنين السعوديين والمقيمين إلى الابتعاد عن السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين؟
🤔 ما هي السياسات المجربة التي قد تشجع على التحول نحو السيارات الكهربائية؟
💸 حوافز الشراء (مثل دفع قسيمة التأمين للعملاء): ● تقديم خصومات ضريبية للشركات المنتجة للسيارات الكهربائية ● تقديم حوافز ضريبية خاصة لشركات التكنولوجيا، وشركات إنتاج أشباه الموصلات والمعادن الطبيعية، التي تتبنى شعار "صنع في السعودية"  ● خصم كبير من ضريبة القيمة المضافة. ● تقديم الدعم الحكومي (فعلى سبيل المثال، يمكن لمشتري سيارة كهربائية في الولايات المتحدة الحصول على ما يصل إلى 7500 دولار في صورة ائتمان ضريبي أو خصم ضريبي - وهو مبلغ من المال يمكن خصمه، من ضريبة الدخل المستحقة على المشتري. وفي كندا، يحصل كل من يشتري سيارة كهربائية على خصم يبلغ 8673 دولاراً من السعر الإجمالي للسيارة. ● فرض قيود على قيادة السيارات التقليدية (مثل إنشاء منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية في لندن، وهي منطقة ذات هواء نظيف يُطلب فيها من سائقي نوع معين من المركبات التي تصدر نسبة أعلى من التلوث، دفع رسوم يومية قدرها 12.5 جنيه إسترليني إذا أرادوا القيادة داخل هذه المنطقة).
🔎 حقائق حول السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية
تبني المملكة حاليا مصنعاً رئيسيا لكيماويات الليثيوم (المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية) في مدينة ينبع الصناعية. أطلقت المملكة شركة سير، وهي أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة في عام 2022. تقول المملكة إنها تخطط لإنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030، وهو ما يقترب من المبيعات السنوية الإجمالية البالغة 600 ألف سيارة في عام 2023 في المملكة. أبرمت المملكة صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة "هيومان هورايزنز" الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة، بهدف التعاون في عمليات تطوير وتصنيع السيارات الكهربائية ومبيعاتها. وقعت المملكة صفقة بقيمة 500 مليون دولار لإقامة مصنع لتجميع السيارات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بالقرب من جدة، مع شركة هيونداي الكورية الجنوبية، بهدف إنتاج السيارات الكهربائية، إلى جانب السيارات التقليدية. وسيبدأ هذا المصنع عمليات التشغيل في أوائل عام 2026. 
⚡ هل يغير المواطنون السعوديون والمقيمون سلوكهم ويقبلون على شراء السيارات الكهربائية؟
يعتمد ذلك على أنماط السلوك المعيشي لكل شخص، مثل درجة الوعي البيئي، والرغبة في "مواكبة" ترند السيارات الحديثة، فهي كالموضة بالنسبة للكثيريين، والرغبة في اقتناء وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة بين الشباب المقبلين جدا على أحدث التقنيات، وأخيراً وليس آخرا، التوفير في النفقات الشهرية على وقود السيارة. وقد أظهر العملاء في المملكة العربية السعودية 🇸🇦 عموما إقبالاً قوياً على السيارات ذات الأداء القوي. كما أنهم يفضلون السيارات التي تمنحهم مساحات أوسع، ووسائل راحة أكثر، لأنهم يستخدمون سياراتهم في الغالب في السفر لمسافات طويلة.
وتحظى سيارات الدفع الرباعي، والسيارات من طراز سيدان، بشعبية خاصة بين عملاء السيارات السعوديين، نظراً لحجمها الكبير، والراحة التي توفرها. ولكن هناك دراسات أكاديمية توضح أهم المحددات الأساسية لشراء سيارة كهربائية، كما هو موضح في الرسم البياني الآتي:  |
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2024، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |