|
|
يُعدّ تأمين موقف للسيارة، في العديد من عواصم العالم العربي على اتساعه، سبباً للإحباط، أو لدفع غرامات، أو للتلاسُن والمشادات فيما بين الغرباء. ويؤثر التحدي الخاص بتأمين مواقف للسيارات، فوق كل ذلك، على المساحات الطبيعية الموجودة في الأماكن الحضرية، ما يفاقم بدورِه مشكلة الازدحام المروري ويخفّض من جودة الحياة في تلك المدن المزدحمة بالأساس. وقد يلجأ سائقو السيارات، في مدينة ما، إلى أبناء تلك المدينة لمعرفة أقرب موقف سيارات متاح. وفي مدينة أخرى، يتّخذ بعض أبنائها لنفسه مهنة السائس الذي يساعد السائقين في رَكْن السيارات على نحو مخالف للقانون في صفّين وأحيانا ثلاثة صفوف موازية للرصيف. وفي مدينة ثالثة، يلجأ بعض السُكان إلى استعمال أقماع وأحيانا كُتل أسمنتية ثقيلة أمام منازلهم، ويُصرّون على أن المساحات المتوفرة أمام تلك المنازل هي ملْك خاص لهم. بينما في مدينة رابعة، يتوصل البعض إلى اتفاق مع أفراد عائلته أو أصدقائه يقضي بأن يحجز كل منهم مكاناً ريثما يصل الآخر بسيارته ليركن فيه، على أن يجري ذلك بالتناوب فيما بينهم.
وفي المملكة العربية السعودية، منذ سنوات، يجري بالفعل تطبيق نظام المواقف الذكية، في مدن بينها الرياض، وجدة، ومكة المكرمة. ![]()
🅿️
كيف يجري العمل في المواقف الذكية؟
يساعد نظام المواقف الذكية السائقين في حجز مساحات لرَكن السيارات قبل أن يصلوا إلى وجهاتهم في المناطق الحضرية، كما أن هذا النظام يساعد في الكشف اللحظي عن مساحات متوفرة لركن السيارات. وعبر استخدام تقنيات الكشف الحديثة، ينبّه هذا النظام السائقين إلى توفُّر مساحات لركن السيارات، كما يستخدم تطبيقات تنقُّل ذكية لإرشاد السائقين إلى تلك المساحات الخالية. وفي إمكان الشركات التي تستثمر في نظام المواقف الذكية أن تستخدم بيانات نظام تحديد المواقع العالمي والمتاحة لدى شركات خدمات النقل، من أجل تيسير المعرفة اللحظية لأماكن توفُّر المساحات الصالحة لركن المركبات، سواء كانت دراجات هوائية أو دراجات بخارية أو سيارات. ويقوم البرنامج التقني بعمل مسح لشبكة الشوارع في المدينة، للتوصُّل إلى مساحة فارغة تصلح -مهما كانت ضيقة- لرَكن المركبات. وإذا كان هناك إقبال على استخدام الدراجات الهوائية والبخارية في منطقة سكنية بعينها، فإن ذلك بدورِه يستدعي الحاجة إلى تخصيص حارات لتلك الدراجات أو مساحات لرَكنها.
وطبقاً لتقرير صادر عن المعهد الدولي لمواقف السيارات والتنقل، فإن متوسط العوائد ذات الصلة بمواقف المركبات يتراوح ما بين 25 إلى 30% من إجمالي عوائد النقل في أي مدينة. وعبر تطبيق التحليل اللحظي للبيانات، يمكن لأنظمة المواقف الذكية أن تستخدم استراتيجيات التسعير الديناميكي بناءً على الطلب. على سبيل المثال، يمكن أن تتفاوت الرسوم المدفوعة مقابل رَكن المركبة على حسب وقت الرَكن على امتداد اليوم، أو على حسب الموقع، أو مستويات الإشغال. ومن ثمّ، فإن الرسوم الأعلى في أوقات الذروة كفيلة بتعظيم العوائد، كما أنها تدفع السائقين على انتهاز الفُرصة وشَغل المساحات الخالية في غير أوقات الذروة. أيضاً، الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل أجهزة استشعار الإشغال والتطبيقات الموجودة على الهواتف النقالة، تساعد السائقين بشكل مستمرّ على معرفة مدى توفُّر مساحات لرَكن مركباتهم. وهذا بدورِه يساعد في الحيلولة دون حدوث زحام مروري، كما يضمن الاستفادة من المساحات الخالية بشكل فعّال. وإذا ما تسنّى لمشغّلي مواقف المركبات معرفة عدد المساحات الخالية والمشغولة بشكل محدّد وفي وقت محدّد، فإن ذلك كفيل بتحسين إدارتهم لتلك المواقف.
الشركات الرئيسية في السوق السعودية |
|
![]()
كيف يمكن للسيارات الكهربائية أن تمثّل مكوناً أساسيا في نظام المواقف الذكية؟
تلعب السيارات الكهربائية دوراً محوريا في نموذج أعمال المواقف الذكية؛ إذ أنها تُسهم بشكل كبير في تعظيم العوائد وتحسين الكفاءة التشغيلية. وعبر تحويل مواقف السيارات التقليدية إلى مواقف ذكية مزوّدة بمحطات للشحن، سيكون في مقدور مُشغّلي هذه المواقف تلبية احتياجات السيارات الكهربائية متزايدة العدد على الطريق، ما يعني اجتذاب قاعدة متزايدة من العملاء. وبالنسبة لمالك موقف السيارات، يتمثل الخيار الاستثماري الأكثر ربحية في الشاحن الأبطأ؛ إذْ أنه يزيد من فرصة بقاء السيارات لمدة أطول في الموقف نتيجة لبُطء عملية الشحن. أيضا، يمكن لمالكي المواقف الذكية المزوّدة بمحطات لشحن السيارات الكهربائية أن يعملوا كسماسرة طاقة؛ فيشتروا الطاقة عندما تكون الأسعار منخفضة، ويبيعوها عندما يكون الطلب مرتفعاً وبالتالي الأسعار مرتفعة. ![]() ![]()
🔎
أهمية تجميع البيانات في العوائد يمكن تسخير أنظمة المعلومات بشكل متواصل لتجميع بيانات لحظية عن وصول المركبات ومغادرتها؛ بما في ذلك بيانات مستمدة من أجهزة الاستشعار التي تكشف متى تدخل المركبات ومتى تغادر، فضلا عن معلومات من محطات الشحن تبيّن مواعيد استهلاك الكهرباء وحجم هذا الاستهلاك. ومن شأن دمج هذه البيانات أن يساهم في تكوين رؤية شاملة حول الاستفادة من مواقف المركبات. وبتسخير أدوات تحليل البيانات، يمكن لمشغّلي مواقف السيارات أن يتوصلوا إلى أنساق محددة، وعلى ضوئها يمكن أن يتعرفوا على أكثر الأوقات التي تصل فيها السيارات إلى المواقف وعلى متوسط بقاء السيارات في تلك المواقف. وعلى ضوء ذلك، يمكن لمشغّلي تلك المواقف أن يتخذوا قرارات مدروسة تتعلق بتنظيم القدرات وتخصيص الموارد. وعبر تحليل بيانات الطلب على الشحن، يمكن لمشغّلي المواقف الذكية تحسين البنية التحتية المتعلقة بشحن المركبات بالطاقة. وبتحديد ما هي أكثر الأوقات التي يتم فيها الشحن، يمكن للمشغّلين في ضوء ذلك أن يضعوا استراتيجيات لتوفير الطاقة، وأن يتفاوضوا على الأسعار بشكل أفضل مع مزوّديهم بتلك الطاقة، فضلا عن تحسين جداول محطات الشحن، بما يقلّص النفقات ويعظّم العوائد. ![]() ![]() |
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2025، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |