|
|
في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها، يحرص صندوق الاستثمارات العامة على الاستثمار في القطاعات المحلية من أجل إتاحة الفرصة لإطلاق إمكانات النمو الكبيرة في الداخل، ودعم التنمية الوطنية، مع تقليص حجم استثماراته في الخارج، أو التخارج من بعض الاستثمارات. ويعتزم الصندوق خفض نسبة الأموال المستثمرة في الخارج إلى ما بين 18 و20 في المئة، مقارنة بـ 21 في المئة حالياً، ومقارنة أيضا بأعلى مستوى لها عندما بلغت 30 في المئة في عام 2020، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في أكتوبر 2024.
ولصندوق الاستثمارات العامة أهداف طموحة في إطار استراتيجية العمل التي يتبناها، وأهمها زيادة إجمالي الأصول المدارة حاليا إلى حوالي 930 مليار دولار (3.4 تريليون ريال سعودي) (انظر إلى الرسم البياني (1) في تحليلنا أدناه)، وزيادة مساهماته في الناتج المحلي الإجمالي.
وتتطلب هذه الأهداف تخصيصا دقيقا للموارد التي قد تستلزم إعطاء الأولوية للاستثمارات المحلية على حساب استثمارات دولية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عامل إدارة المخاطر الذي يعد من الأهداف الرئيسية التي يركز عليها الصندوق، والمتمثل في بناء القدرة على الصمود في مواجهة حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والمخاطر الجيوسياسية الراهنة. ![]() وتعطي استراتيجية الاستثمار التي يتبناها الصندوق الأولوية لتطوير القطاعات الاستراتيجية التي تشكل أهمية للسوق المحلية في المملكة، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع نسبي في التركيز على الاستثمارات الدولية من أجل دعم أكبر للفرص المحلية، وذلك وفقا لأحدث تقرير سنوي لصندوق الثروة السيادية، والذي صدر في 80 صفحة. وتشمل هذه القطاعات التي ذكرها التقرير تطوير مصادر الطاقة المستدامة، والاستثمارات القائمة على التكنولوجيا لتعزيز الابتكار، وقطاع التصنيع، والعقارات، وتطوير البنية التحتية. ولذلك، فإن استراتيجية الاستثمار التي يتبناها الصندوق تركز على الشركات السعودية المستقلة التي تحقق عوائد كبيرة، وخاصة تلك التي تسهم في التنويع الاقتصادي في المملكة. كما أنشأ الصندوق كيانات جديدة من البداية، مثل تلك التي يشار إليها غالباً باسم الكيانات ذات الغرض الخاص (SPVs)، وذلك لاستهداف أسواق أو قطاعات محددة. ![]()
سحب استثمارات الصندوق من شركات في الخارج
والنموذج 13F هو تقرير ربع سنوي يقدمه مديرو الاستثمار المؤسسي لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والذي يكشف عن حجم حيازاتهم من الأسهم.
وقد تخلى الصندوق السعودي عن حيازاته المباشرة في هذه الأسهم وغيرها من أسهم التكنولوجيا، مقابل خيارات شراء لعدد أقل من الأسهم، وهي خطوة تسمح له بالحفاظ على بعض فرص التعامل مع الشركات ذات رأس المال الأقل عرضة للمخاطر.
![]()
وتعد شركة لايف نيشن الشركة الأم لشركة تيكتماستر (Ticketmaster)، ويعمل معها أكثر من 400 فنان موسيقي. كما أنها تتحكم أيضا في الترويج لنحو 60% من الحفلات الموسيقية في الأماكن الرئيسية في أمريكا الشمالية، وتمتلك أو تتحكم في أكثر من 265 قاعة موسيقية في الولايات المتحدة وكندا. ![]() وفي أحدث ملف قدمه إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، خفض صندوق الاستثمارات العامة السعودي خيارات الشراء الخاصة به في ستاربكس بمقدار 138,800 سهم، أي بنسبة 3.7%. كما خفض الصندوق مركزه إلى النصف تقريبا من 6.3 مليون سهم إلى 3.8 مليون سهم، مما أدى إلى انخفاض التقييم إلى 282 مليون دولار.
وخفض الصندوق أيضا حصته في شركة أمازون بشكل كبير، حيث قلص أسهمه فيها بنسبة 80% تقريبا. وتُقدر قيمة الحصة الحالية للصندوق بحوالي 66 مليون دولار أمريكي، وهو انخفاض كبير من 296 مليون دولار أمريكي. 🇸🇦
برنامج تنمية الاستثمارات المحلية يهدف صندوق الاستثمارات العامة إلى ضمان الحصول على ما لا يقل عن 60% من السلع والخدمات والمواد التي تستخدمها الشركات التي تندرج تحت محفظته، من موردين محليين داخل المملكة في عام 2025. ويشجع البرنامج تلك الشركات على إعطاء الأولوية للموردين المحليين في عمليات الشراء.
ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة في عام 2023، سجل الصندوق 300 مورد محلي جديد، لتعزيز مشاركة الموردين المحليين.
وتعمل هذه المبادرة على تحسين كفاءة المشتريات وتضمن إدراج الشركات المحلية في شبكة الموردين الواسعة لصندوق الاستثمارات العامة، ولذلك فإن صندوق الاستثمارات العامة يدعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير.
كما تهدف استراتيجية الصندوق الرامية إلى الاستثمار في الاقتصاد المحلي إلى إعادة استثمار عائدات المشاريع المحلية الناجحة في شركات محلية جديدة أو قائمة بالفعل. وبذلك، يمكن للصندوق أن يعزز مرونة الاقتصاد المحلي من خلال توفير بيئة أكثر تفاعلا وترابطا للشركات والأعمال.
وقد بلغ حجم الطرح 3.86 مليار ريال سعودي (1.03 مليار دولار أمريكي)، مما يجعله أكبر طرح لبناء سجل الأوامر المسرع في المملكة العربية السعودية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الإطلاق. وبلغ سعر الطرح النهائي 38.6 ريال سعودي للسهم الواحد.
📈 عائد الاستثمار والأصول المدارة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي
حقق الصندوق متوسط عائد سنوي للمساهمين بلغ 8.7% بنهاية عام 2023، مقارنة بـ 8% في عام 2022، و25% في عام 2021. وربما كان العائد المرتفع في عام 2021 مدفوعا بظروف السوق القوية، أو الاستثمارات الاستراتيجية الناجحة غير المستدامة على المدى الطويل، في حين تعكس العائدات البالغة 8% في عام 2022، و8.7% في عام 2023 مسار نمو أكثر اعتدالا، وربما أكثر استدامة. |
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2025، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |