|
|
تطمح المملكة العربية السعودية 🇸🇦 إلى أن تكون مُصدّرا لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم نماذج لغوية عربية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. هذه التقنيات لن يقتصر نفعُها على فئات مجتمعية بعينها، لا سيما بين مَن لا يجيدون غير اللغة العربية، وإنما سيمتد هذا النفع ليشمل فئات أوسع نطاقا حول العالم، فهناك نحو 400 مليون إنسان حول العالم يتحدثون اللغة العربية، ويستخدمها الغالبية في معاملاتهم المالية لا سيما فيما يتعلق بمعاشات التقاعد، والاستثمارات في أسهم الشركات. بعبارة أخرى، تريد السعودية أن تعتمد لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي على العربية كلغة أساسية في معظم المنصات الإلكترونية عبر الإنترنت في قطاعات متعددة من التصنيع إلى الرعاية الصحية. وتستهدف المملكة دمج واستخدام نماذج اللغة العربية المولَّدة بالذكاء الاصطناعي في قطاع القوى العاملة وغيره من القطاعات الأساسية، ولا سيما قطاع الرعاية الصحية، وقطاع الخدمات المالية. وبالفعل، دخلت المملكة في شراكة مع عملاقة التقنية الأمريكية جوجل، موفّرةً رأس المال والبِنية التحتية في استثمار قد يصل خلال السنوات المقبلة إلى 100 مليار دولار من أجل تدشين مركز إقليمي رائد للذكاء الاصطناعي. ![]()
ويحظى هذا الاستثمار في معظمه بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وسيوجَّه إلى شراء وحدات معالجة الرسومات (شرائح من ذلك النوع المستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي)، كما سيوجَّه إلى مصانع لإنتاج مثل هذه الشرائح بهدف منافسة شريحة إتش100 عالية الأداء والتي طرحتها شركة إنفيديا الأمريكية في الأسواق العام الماضي. كما سيوجَّه هذا الاستثمار إلى دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في المملكة العربية السعودية. ما يميّز المبادرة السعودية هو أن اللغة العربية غنيّة بعديد اللهجات الحافلة بالتعقيدات، ما يشكّل تحدياً لما يُعرف باسم النماذج اللغوية الكبيرة (وهي نماذج حسابية قادرة على توليد اللغة والتعرّف على النصوص).
ما وجْه التحدي أمام السعودية على صعيد عمل "نموذج ذكاء اصطناعي عربي كامل"؟ لماذا تعتبر نماذج الذكاء الاصطناعي العربية ضرورية للمصالح المالية والاقتصادية في السعودية؟ وما أهمية أن تكون السعودية رائدة في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي؟
⚔️
لماذا يعتبر تحدياً؟ لأن النماذج الموجودة حاليا التي تنتج محتوىً عربيا إنما تعتمد على بدائل ركيكة متحايلةً على النَصّ ولا تعتمد بشكل مباشر على مجاميع من بيانات عربية بلهجات متعددة. مستخدمو تلك النماذج من المتحدثين باللغة العربية عندما يستفسرون عن القروض البنكية باللغة العربية، على سبيل المثال، تمرّ أسئلتهم عبر برنامج ترجمة آلية، والذي يترجم بدورِه تلك الأسئلة إلى اللغة الإنجليزية وبطريقة تفتقر إلى الدقة. ثم تُقدَّم هذه الترجمة الركيكة إلى نموذج ذكاء اصطناعي، والذي يجيب بدوره على المستخدِم العربي باللغة العربية فتأتي هذه الإجابة بالتبعيّة مفتقرة إلى الدقة مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات مالية خاطئة.
🤖
لماذا تعتبر نماذج الذكاء الاصطناعي العربية ضرورية للمصالح المالية والاقتصادية في السعودية؟ 🦾 أسواق جديدة: دعم اللغة العربية من شأنه أن يساعد الشركات في دخول أسواق جديدة بوتيرة أسرع، وفي تقديم منتَج محليّ ملائم للمستهلك، وفي الاستحواذ على نصيب أكبر من السوق. في ضوء ذلك، ستكون هناك فُرص أكبر لتحقيق مكاسب أمام الشركات التي تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي العربية التي يُشرف عليها ناطقون باللغة العربية بالأساس. ويمكن أن تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي العربية في الوصول إلى مزيد من البيانات حول ما يُفضّله المستهلكون وحول سلوكياتهم الشرائية، ومن شأن ذلك أن يساعد بدورِه في تصميم منتجات تكون أكثر ملاءمةً لهؤلاء المستهلكين. 🦾 تجربة أفضل للمستخدمين: عبر تفادي التباينات الواردة بسبب الاختلاف بين اللغات، يمكن ضمان مستوى أعلى من الدقة والموثوقية وسرعة الاستجابة للمستخدِم، وكل ذلك بلغته الأُم - العربية.
🦾 خفض التكلفة وزيادة الكفاءة: لا شك أن تدريب وصيانة نموذج ذكاء اصطناعي شامل واحد يستخدم لغة واحدة، سيكون أقل تكلفة عند المقارنة بالنماذج التي تستخدم لغات متعددة. ![]()
ما أهمية أن تكون السعودية رائدة في مبادارات تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
من منظور عالمي، يقع الذكاء الاصطناعي في سياق سباق تقنيّ محتدم بين الصين والولايات المتحدة، واللتين تضخان عشرات المليارات من الدولارات في الاستثمار بهذا القطاع. ولا تريد المملكة العربية السعودية أن تتخلف عن الرَكب، أو أن تظل معتمدة على غيرها في هذا المجال التقني الذي بات حيوياً في عالمنا المعاصر، لا سيما إذا كانت هذه التقنية خاضعة لسيطرة دولة أجنبية.
وللتدليل على أهمية خوض هذا السباق العالمي في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قامت بسنّ تشريعات تضع قيودا صارمة على تصدير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الشرائح الإليكترونية وأجهزة تصنيع تلك الشرائح، لكل من الصين وروسيا. كما تحظر الولايات المتحدة على مواطنيها مشاركة خبراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي مع هاتين الدولتين – الصين وروسيا. ![]() |
|
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2024، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |