الأسبوع الخامس عشر> كيف يُسهم تنحيفُ محيط الخَصْر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في السعودية





 

كيف يُسهم تنحيفُ محيط الخَصْر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في السعودية
 

ثمة أكثر من مليار شخص حول العالم يعاني من السمنة، وكثيرون غيرهم يعانون الوزن الزائد. وبحسب بعض التقديرات الحالية، فإن أكثر من نصف سكان العالم - أي نحو 4 مليارات نسمة - سيعاني من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2035. وتعد السمنة من بين العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة انتشار الأمراض غير المعدية، مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وأمراض الكُلى المزمنة، وهشاشة العظام.

ولذا، فلا غرو أن نسمع إشادة بجيل جديد من أدوية إنقاص الوزن بوصفها حلاً لأزمة السمنة، أو على الأقل لجزء كبير منها. فهذه الأدوية، فضلا عن تحفيز إنتاج الأنسولين، تُسهم في تحقيق شعورٍ بالشبع، وتكبح جماح الشهية.

 
 وقد نفذت السعودية 🇸🇦 حزمةً واسعةً من السياسات انطلاقاً من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى الوصول إلى مجتمع سكاني يتمتع بصحة أفضل، وإلى تحسين جودة الحياة. وكشفت دراسة نشرها المرصد العالمي للسمنة في عام 2022، أن ما يقرب من 60 % من السكان البالغين في المملكة يعانون من زيادة الوزن، موضحاً أن 20% من هؤلاء يصنفون على أنهم يعانون من السمنة. 

وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء خلال العقد الماضي موافقتها على العديد من أدوية إنقاص الوزن للبالغين، سواء تلك التي تصرف بوصفة طبية أو من دونها. وتسهم هذه الأدوية في مواجهة مشكلتي زيادة الوزن والسمنة. كما يمكن لمثل هذه الأدوية أن تعزز نمو الناتج المحلي الإجمالي، وذلك من خلال تحسين كفاءة أماكن العمل، والحد من المضاعفات الصحية ذات الصلة بالسمنة.

ففي الولايات المتحدة 🇺🇸، على سبيل المثال، يمكن أن يسهم استخدام أدوية إنقاص الوزن في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1%، وذلك بحسب تقرير حديث أصدرته مؤسسة جولدمان ساكس.


في هذا العدد من نشرة "أرقام ويك-إند" نسعى للإجابة عن السؤالين التاليين:
 
ماذا نعرف عن اقتصاديات السمنة؟
وكيف أسهمت صناعة أدوية إنقاص الوزن في إضعاف سوق الوجبات السريعة، وفي تقويض كبرى الشركات التجارية العاملة في مجال اللياقة البدنية عبر التطبيقات الإلكترونية؟

 
 

اقتصاديات السمنة
 
تتضمن التكاليف الاقتصادية المتعلقة بالإصابة بأي مرض التكاليف الخاصة بعلاج ذلك المرض، فضلا عن التكاليف المرتبطة بالأوضاع التي نجمت عن ذلك المرض، أو تفاقمت بسببه، ويكون هذا العامل الثانوي أكثر شيوعا إلى حد كبير في حالة السمنة.

وتتطلب علاجات السمنة تحقيق نوع من فقدان الوزن بشكل مبدئي، والحفاظ على الوزن على المدى الطويل، والعلاج الضروري لعوامل الخطورة المحتملة.

وتتضمن كل تلك الإجراءات تكاليف إضافيةً لفترات زمنية محددة. كما لا تزال العلاجات التي تعرف بـ "علاجات المرة الواحدة"، مثل الجراحات التي تُجرى في المعدة لعلاج السمنة، تتطلب إجراءات للدعم والملاحظة مدى الحياة، من أجل الحفاظ على وزن مناسب (ويشمل ذلك التكاليف المتعلقة بموقع إجراء الجراحة، ورسوم التأمين، والاحتياجات الطبية ذات الصلة).

ويصل متوسط تكلفة هذا النوع من جراحات السمنة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما بين 17 ألف دولار و26 ألفاً. 
ويُنظر إلى علاجات السمنة تلك على أنها باهظة الثمن، ورغم ذلك، فإن تكاليف السمنة التي يُهمل علاجها ربما تتجاوز التكاليف اللازمة للعلاج نفسه.
وعلى سبيل المثال، فإن النفقات الطبية السنوية اللازمة لعلاج الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة، داخل الولايات المتحدة 🇺🇸 وحدها، تتجاوز حاليا 173 مليار دولار سنوياً.

كما أن الأثر الاقتصادي لزيادة الوزن والسمنة قد يصل إلى 4.32 تريليون دولار بحلول عام 2035، وهو ما يمثل نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وذلك وفق الاتحاد العالمي للسمنة.

وفي المقابل، يتراوح ذلك الأثر في المتوسط ما بين 20 دولاراً للفرد في أفريقيا، إلى 872 دولاراً للفرد في الأمريكتين، وما بين 6 دولارات للفرد في الدول ذات الدخل المنخفض، إلى 1110 دولارات للفرد في الدول ذات الدخل المرتفع.


 
💊
ازدهار صناعة أدوية إنقاص الوزن

ثمة تقديرات تشير إلى أن السوق العالمية لأدوية إنقاص الوزن ستبلغ قيمتها 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، وذلك نظراً لأن الفئة التي ظهرت في الفترة الأخيرة من أدوية السمنة تعمل على كبح الشهية، وبالتالي يمكنها أن تقلل كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص بنسبة تصل إلى ما بين 20% و 30% يومياً. 

كما وجهت هذه العقاقير ضربة قاسية لبعض الصناعات التي شهدت ازدهاراً في فترة ما، مثل: كتب الحمية الغذائية، وشركات إدارة الوزن، وشركات الوجبات السريعة. 


📚 التأثير على مبيعات كتب الحمية الغذائية:
تدنت مبيعات الكتب ذات العناوين المتعلقة بالحمية الغذائية، والتمارين الرياضية، وخسارة الوزن، لتصبح الأسوأ مبيعاً خلال الثلاث سنوات الماضية، وذلك بعد أن أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مزيداً من أدوية فقدان الوزن.

وتظهر البحوث الأكاديمية أن 6% من الناس كانت لديهم القدرة على الحفاظ على معدلات إنقاص الوزن بعد قراءة مثل تلك الكتب، وأن بعض الناس الذين فقدوا من وزنهم في السابق بعد قراءة تلك الكتب استعادوا أكثر من نصف ذلك الوزن في غضون عامين. 

 
🌮 التأثير على صناعة الأغذية:
يُعتقد أن ثمة آثاراً طويلة الأجل على القطاعات المرتبطة بصناعة الأغذية بسبب انتشار أدوية إنقاص الوزن، إذ يقترن ذلك بتناول المستهلكين كمياتٍ أقل من الطعام، وتبنيهم خيارات ذات فوائد غذائية أكبر.

ففي الولايات المتحدة 🇺🇸، تشير بعض التقديرات إلى أن 24 مليون شخص، أو ما يعادل 7% السكان، سوف يتناولون هذه الأدوية بحلول عام 2035. وقد يتراجع الاستهلاك الإجمالي للمشروبات الغازية، والمخبوزات، والوجبات الخفيفة المملحة، بنسبة تصل إلى 3% بحلول ذلك الوقت.

لكن ماذا عن أسعار الأسهم الخاصة ببعض أكبر شركات الوجبات السريعة؟ لقد أثارت هذه الأدوية بالفعل موجة واسعة من عمليات بيع الأسهم في مختلف جوانب قطاع الأغذية.

 
وقد انخفض سعر السهم الخاص بشركة ماكدونالدز، على سبيل المثال، بنسبة 17% في الفترة ما بين نهاية يونيو/حزيران، ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ما أدى إلى خسارة بلغت نحو 38 مليار دولار في القيمة السوقية للشركة.
 
📉 انهيار شركات مالكة لتطبيقات اللياقة البدنية: 
لقد أدى إصدار المزيد من أدوية إنقاص الوزن المعتمدة منذ عام 2021 انهيار إحدى أكبر الشركات العاملة في مجال إنقاص الوزن بواسطة تمارين اللياقة البدنية في العالم، وهي شركة "ويت ووتشرز" Weight Watchers، التي تكبدت خسارة بلغت نحو 90%. فقد انخفض عدد المشتركين في خدمات الشركة التي تأسست عام 1963 إلى 600 ألف مشترك، من إجمالي 3.8 مليون مشترك حتى الربع الثاني من عام 2024.

وتقترح معظم برامج هذه الشركات على المستخدمين زيادة النشاط البدني، ووضع  الأهداف، ومراقبة التقدم الذي يحرزه هؤلاء المستخدمون، مع تقديم الدعم النفسي من بعض تلك الشركات للمساعدة في التغلب على ما يعرف بالمحفزات الشخصية التي تثير الرغبة في تناول الطعام والشراب.

واعتاد كثيرٌ من المستهلكين الانخراط في استخدام البرامج التجارية لإنقاص الوزن، في محاولة منهم للتخلص من الوزن الزائد. وخلال فترة ذروتها، كانت الشركات المالكة لمثل هذه التطبيقات والمواقع الإلكترونية القائمة على نظام الاشتراك في تلك الخدمات تحقق ثروة كبيرة.

وقد تبين أن متوسط تكلفة إنقاص كيلوجرام واحد من الوزن، من خلال اتباع أحد هذه البرامج التجارية لفقدان الوزن، يتراوح ما بين 155 دولاراً أمريكيا بالنسبة لأكبر شركة في مجال إدارة الوزن، وهي شركة ويت ووتشرز، إلى 424 دولاراً بالنسبة لشركة "جيني كريج" (وهي شركة عالمية أخرى في مجال إدارة الوزن). وقد تراجعت القيمة السوقية الحالية لشركة ويت ووتشرز، على سبيل المثال، من نحو 6.7 مليار دولار أمريكي، إلى 175 مليوناً فقط حالياً.

 
التنحيف


أقرأ أيضــــاً
هل تريد أن تستثمر في سوق الأسهم؟ إذن فهذا المقال كُتب من أجلك

عادة ما يقع المقبلون على الاستثمار في سوق الأسهم في جُملة من الأخطاء التي قد تؤثر بدورها على أداء محافظهم الاستثمارية.
لعلّ أبرز تلك الأخطاء هو عدم وجود خطة استثمارية واضحة منذ البداية؛ فضلاً عن التطلّع الدائم للربح السريع عبر التداول اليومي.
استكشف الدراسة
المراعي: ماهي أهم العوامل التي أثرت على الأداء المالي للشركة في الربع الثالث 2024

كعادتها، أعلنت شركة المراعي عن نتائج أعمالها الربعية كأول شركة تتصدر في سرعة الإفصاح، مما يضعها في مقدمة الشركات التي تتمتع بنظام مالي منضبط للغاية، يسمح بنشر النتائج خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
أطلع علي التقرير
Facebook
Twitter
LinkedIn
Instagram
YouTube
حمل تطبيقاتنا
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2024، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة