|
|
من الواضح الآن أن ما يعرف بالتقنية المالية أو التكنولوجيا المالية (fintech) قد تجاوزت مرحلة الترويج، فقد باتت لاعباً رئيسياً في عالم المال. وتكرث دول مثل المملكة العربية السعودية مواردَ ماليةً ضخمةً لتطوير أنظمة الابتكار المحلية لديها. وتشير هذه الأنظمة إلى الطريقة التي تنظم بها الدول بنيتها التحتية، وما لديها من مؤسسات وسياسات مختلفة؛ بهدف ضمان تفاعل هذه المكونات مع بعضها بعضا، والترويج لها، ومن ثم نشر الابتكارات التي يستفيد منها في وقت لاحق رواد الأعمال، من خلال تأسيس شركات ناشئة في الصناعات القائمة، فضلا عن الصناعات الجديدة. وفي وقت سابق من شهر سبتمبر الجاري، استضافت المملكة العربية السعودية النسخة الأولى من مؤتمر التقنية المالية فينتيك الرابع والعشرين. وتعد التقنية المالية صناعة متنامية، ولها تأثيرات مهمة على قدرة الدول على التنافس العالمي القائم على اقتصاد المعرفة.
ما هو "التحيز المحلي" في الاستثمار في مجال التقنية المالية؟ ما هما معيارا النجاح الرئيسيان للشركات الناشئة في مجال التقنية المالية؟ وما هي التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية؟ ⚖️ التحيز المحلي في التكنولوجيا المالية تعد الممارسة السوقية الشائعة التي يتبناها مستثمرو رأس المال الاستثماري في جميع أنحاء العالم هي الاستثمار داخل بلدانهم الأصلية في المقام الأول؛ إذ إنهم يُبدون ما يسميه الباحثون الأكاديميون تحيزا محليا. فعلى سبيل المثال، ورغم التكامل الاقتصادي والسياسي الكبير داخل البلدان الأوربية، وإلى يومنا هذا، يجري استثمار نحو 60% من صناديق رأس المال الاستثماري داخل البلد الأصلي للمستثمرين الأوروبيين. وبالتالي، من الصعب جمع رأس مال استثماري من مستثمرين أجانب في صناديق رأس المال الاستثماري، ويعد هذا التحدي أكثر صعوبة بالنسبة للمشاريع في مراحلها المبكرة. وفي أغلب الأوقات، يتبنى المستثمرون في قطاع رأس المال الاستثماري هذه الممارسة التي تتمثل في ضخ الاستثمار داخل الحدود فقط، لأن القرب الجغرافي يعد عاملا ضروريا لاختيار المشاريع الواعدة والحفاظ على المشاركة فيها بنشاط بعد بدء هذا الاستثمار.
🔑
معايير النجاح الرئيسية للمستثمر ● النمو وخلق فرص العمل: تفضل شركات رأس المال الاستثماري ضخ أموالها في صناديق رأس المال ذات النمو المرتفع. كما يفضل أصحاب هذه الشركات الارتباط الوثيق بالشركات الناشئة التي تحقق نموا مرتفعا، أو بالشركات الناشئة التي تتوقع أن توفر 15 وظيفة على الأقل في غضون السنوات الخمس الأولى. وبالتالي، فإنه في البلدان التي لا تنتشر فيها صناعة التكنولوجيا المالية بصوة كافية، من المرجح أن يتدفق رأس المال الاستثماري المتاح نحو صناعات أخرى "تقليدية" (مثل صناعة التكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا الاتصالات) التي يستهدفها مستثمرو رأس المال، والتي أنشأوا لها فرقا من العاملين الدؤوبين في الماضي. ● توافر الائتمان: تؤكد مجموعة كبيرة من الأبحاث على أهمية الديون المصرفية للمشاريع الريادية، بما في ذلك الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. وتعتمد الشركات الصغيرة بشكل خاص على سوقها المصرفي المحلي بصورة كبيرة من أجل الحصول على الائتمان المطلوب. لكن يعد ذلك الأمر سلاحاً ذو حدين، بسبب أسعار الفائدة. ففي عام 2023، انخفض الاستثمار العالمي في التكنولوجيا المالية إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات ليصل إلى 113.7 مليار دولار أمريكي في صفقات بلغ عددها 4547 صفقة، بعد أن انسحب المستثمرون من عقد صفقات كبيرة وسط مخاوف بشأن أسعار الفائدة المرتفعة جدا، وذلك وفقا لأحدث الرؤي التي قدمتها شركة "كيه بي أم جي" KPMG.
💪 التحديات التي تواجه قطاع التكنولوجيا المالية 💡 الأفكار الغزيرة في مجال التكنولوجيا المالية: يمثل اختيار مشاريع التكنولوجيا المالية الواعدة تحدياً واضحاً، كما إن هناك تحدياً آخر يتمثل في القدرة على التنبؤ بأفضل مشروع من مشاريع التكنولوجيا المالية التي يمكن أن تحقق النتائج الأكثر تنافسية وربحية. 💬 الملاحظات التي يبديها العملاء: ويتعلق الأمر هنا بإدارة العملاء، إذ تحتاج شركات التكنولوجيا المالية إلى فهم المجال الذي تعمل فيه، وإلى الاجتهاد في تقديم أفضل خدمة ممكنة في هذا المجال. وتعد الاستجابة السريعة والاهتمام بمخاوف العملاء أمراً بالغ الأهمية، إذ يمكن أن تكون بعض التوصيات الشفهية التي يقدمها العملاء حاسمة في نجاح شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في هذه البيئة التي تتميز بتسارع الخطى. 🔐 أمن البيانات: بالنسبة لتطبيقات التكنولوجيا المالية، قد يتم تخزين المعلومات الحساسة على الأجهزة المحمولة التي ربما تتعرض في بعض الأحيان للفقدان أو السرقة. كما يمكن أن يتعرض أمن الأجهزة المحمولة إلى مخاطر أخرى من خلال تطبيقات الدفع الإلكتروني.
🚨 إدارة المخاطر: هناك العديد من المخاطر التي ينبغي لشركات التكنولوجيا المالية الناشئة التعامل معها، بما في ذلك المخاطر المالية والمخاطر التنظيمية. ومن أمثلة المخاطر المالية أنه عندما تستعين إحدى الشركات بمستشارين آليين (من خلال الاعتماد على أجهزة الروبوت) لإدارة ثروات السندات وأذون الخزانة والأسهم، فقد يعرض ذلك العملاء لمخاطر مالية، كما قد تضطر شركات التكنولوجيا المالية إلى تحمل مسؤوليات خطيرة تتعلق بأي خسارة ناجمة عن فشل خوارزميات تلك الأجهزة الآلية. وتشير الدعاوى القضائية الأخيرة وعدد من التسويات الناتجة عن مبيعات خاطئة للمنتجات من قبل بعض البنوك ذات السمعة الكبيرة، إلى أن شركات التكنولوجيا المالية لن تكون ذات حصانة ضد المسؤولية الناشئة عن النصائح الاستثمارية الخاطئة التي يقدمها المستشارون الآليون (أجهزة الروبوت) في صورة استشارات. ![]() |
|
|
|
|
|
Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2024، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة |