"ويك اند" ليست مجرد نشرة بريدية عادية، فنظرا لأهمية الوقت لديكم، نقدم لكم إجابات شاملة بإيجاز لعناوين منتقاة من وسط كم هائل من الأخبار اليومية في مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية في المملكة العربية السعودية.
☕️ ارتشف قهوة عطلة نهاية الأسبوع مع نشرة بريدية جديدة من أرقـــام بعنوان "ويك اند".
اخترنا لكم مجموعة من العناوين خلال شهر يونيو والتي سنلقي الضوء عليها:
• في بدايات شهر يونيه، أطلقت السعودية صندوقاً استثمارياً في صناعة اشباه الموصلات بقيمة 266 مليون دولار، مما اثار التساؤلات بأن حجم الصندوق صغير نسبياً في صناعة عالمية ضخمة، ماهي الصورة الاوسع خلف إطلاق الصندوق؟ >>
• في دبي وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة السنوية لاتحاد النقل الجوي الدولي، أعلنت طيران الرياض عن ابرام شراكة استراتيجية مع طيران الصين. تقدم "ويك اند" نظرة عن الافاق المتوقعة لهذا التعاون في تعزيز الوصول الى 75 مليون زائر للمملكة في عام 2030 >>
• شارك أكثر من 100 رجل وسيدة اعمال من اتحاد الغرف السعودية في ملتقى الأعمال السعودي-الجيبوتي. وكانت من اهم ثمار الملتقى توقيع تحالف مستثمرين سعوديين عقد المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة في ميناء جيبوتي، التي تقع على مساحة 120 ألف متر مربع كمرحلة أولى ويمتد عقدها لمدة 92 عاما. "ويك اند" تستطلع المنطقة التجارية الأكثر جاذبية في أفريقيا وهي القرن الأفريقي >>
ماذا حدث؟ خلال تعليقات قراء أرقـــــام، كانت التساؤلات أن الصندوق الجديد صغير الحجم والذي تبلغ قيمته مليار ريال (266.6 مليون دولار)، والإجابة الملخصة لأنه مجرد رأس مال استثماري يهدف إلى تقديم حوافز لعشرات الشركات الناشئة في مجال الرقائق الإلكترونية وجذب العمالة ذات المهارات العالية من جميع أنحاء العالم.
ما أهمية ذلك؟ محلياً وبنظرة أكثر شمولاً يعد البرنامج الوطني لتطوير التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية جزءًا من رؤية 2030 بهدف إنشاء مركز لأشباه الموصلات في المملكة بقيمة تزيد عن 50 مليار ريال سعودي (13.3 مليار دولار). وتطمح السعودية إلى تنمية هذا السوق، وخلق مساهمة غير نفطية في ناتجها المحلي الإجمالي والفوز بحصة تجارية عالمية في صناعة من المتوقع أن تصل قيمتها إلى تريليون دولار في غضون سنوات قليلة. وفي فبراير الماضي، أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة "آلات" لتطوير صناعات متقدمة عدة، من بينها صناعة أشباه الموصلات، وبرأسمال قدره 100 مليار دولار.
قال الرئيس التنفيذي للمالية في شركة "آلات" المهندس عبد العزيز محمد الفاخري في مقابلة مع أرقـــام، في وقت سابق من هذا العام، إن الشركة الجديدة تخطط لاستثمارات بقيمة 375 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030.
بنظرة أكثر اتساعاً في السياق العالمي، من المهم الاطلاع على استثمارات المنافسين الآخرين في المجال ذاته:
• تصنع تايوان أكثر من 60% من أشباه الموصلات في العالم و90% من الرقائق المتقدمة التي تُستخدم في إنتاج المعالجات المركزية للهواتف المحمولة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ومثلت صناعة الرقائق 13% من ناتجها المحلي الإجمالي و40% من صادراتها العام الماضي. ويمكن أن يُعزى جزء كبير من تلك الهيمنة على هذا القطاع العالمي الحيوي إلى شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات "تي اس ام سي" والتي تزود كبرى شركات التكنولوجيا بالرقائق مثل آبل وإنفيديا.
وأعلنت تايوان في نهاية العام الماضي إنشاء مصنع جديد متخصص في إنتاج الرقائق المتقدمة بكلفة 20 مليار دولار. وتعود هذه الصناعة في تايوان إلى سبعينيات القرن الماضي.
• استثمرت الصين حتى الآن حوالي 50 مليار دولار في صناعة الرقائق، على أمل تلبية 70% من الطلب المحلي بحلول عام 2025.
• قدمت الولايات المتحدة في عام 2022 دعمًا بقيمة 39 مليار دولار وائتمانًا ضريبيًا بنسبة 25% لتعزيز تصنيع الرقائق، بالإضافة إلى استثمار 13 مليار دولار في أبحاث الرقائق.
وتسعى شركة إنتل، إحدى أقدم وأكبر شركات أشباه الموصلات الأمريكية، إلى زيادة قدرتها التصنيعية للرقائق المتطورة وتهدف إلى أن تصبح المصنع الثاني عالميا (بعد شركة تي اس ام سي التايوانية) التي أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها حصلت على أكثر من 50 مليار دولار من الحوافز الحكومية الأمريكية ودعما ماليا من شركائها الأوروبيين وأصحاب الأسهم. كما حصلت أيضًا على قرض إضافي بقيمة 11 مليار دولار من الحكومة الأمريكية وائتمان ضريبي استثماري بنسبة 25%.
ما أهمية ذلك؟ إصدارات السندات الجديدة (XS283838995947، XS2838973209) لم تمثل سوى أقل من 5% من إجمالي ديون سندات صندوق الاستثمارات العامة (4.39%)، ومع ذلك فإن إصدار سندات بالجنيه الإسترليني هو قرار استراتيجي لعدة عوامل محتملة:
(1) تنويع مصادر التمويل:
• الوصول إلى مستثمرين جدد: يسمح الإصدار بالجنيه الإسترليني لصندوق الاستثمارات العامة بالاستفادة من أسواق المملكة المتحدة والأسواق الأوروبية، مما يجذب مجموعة جديدة من المستثمرين الذين يفضلون أو مفوضون بالاستثمار في الأصول المقومة بالجنيه الإسترليني.
• تنويع العملات: من خلال الإصدار بالجنيه الإسترليني، ينوّع صندوق الاستثمارات العامة قاعدة مستثمريه بما يتجاوز أولئك الذين يستثمرون عادةً في السندات بالدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى توزيع المخاطر وخلق قنوات تمويل أكثر قوة.
(2) التموضع الاستراتيجي:
يساعد هذا الإصدار في تعزيز مكانة صندوق الاستثمارات العامة كلاعب مرن ومُغتنم للفرص في الأسواق المالية العالمية، وعلى استعداد لاستخدام عملات وأسواق مختلفة لتحسين استراتيجيات التمويل.
ما أهمية ذلك؟ • أنشأت الصين والمملكة العربية السعودية لجنة مشتركة رفيعة المستوى لتعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق (التي أُطلقت في عام 2013) ورؤية 2030 (التي أُطلقت في عام 2016). على مدى السنوات الثماني الماضية، انتهجت السعودية سياسة "النظر شرقا" مع التركيز على الصين.
• وكانت الصين أكبر مصدر للسائحين في العالم لسنوات عديدة. ويتصدر إنفاق المسافرين الصينيين قائمة الإنفاق، إذ أنفقوا 196.5 مليار دولار في عام 2023 يليهم الأمريكيون والألمان والبريطانيون. وتُعدّ الخطوط الجوية الصينية (اير تشاينا) ثالث أكبر شركة طيران في البلاد من حيث نسبة المقاعد المشغولة والحصة في السوق المحلية. كما أنها عضو في تحالف ستار.
• قطاع الطيران هو أحد ركائز رؤية 2030، وستساعد شركة الطيران الجديدة في تحويل المملكة إلى مركز سياحي رئيس في المنطقة. كما سيعزز هذا التعاون مع الخطوط الجوية الصينية بشكل خاص السعة الاستيعابية وسفر الركاب في منطقة آسيا والخليج العربي حيث ستقوم الشركتان بتنسيق العمليات والسياسات ذات الصلة.
• تقوم المملكة ببناء مطار جديد في الرياض (مطار الملك سلمان). ومن المتوقع أن يستوعب 120 مليون مسافر بحلول عام 2030. وإلى جانب شركة "السعودية"، وهي شركة الخطوط الجوية الوطنية، ستلعب شركتا الطيران السعوديتان دوراً رئيسياً في خدمة قطاع السياحة المزدهر، حيث تأمل المملكة في استقبال 75 مليون زائر دولي سنوياً بحلول عام 2030.
• تتمتع السعودية بموقع جغرافي استراتيجي بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ماذا عن المنافسين الاقليمين؟ في سياق إقليمي أوسع بالنسبة لشركات الطيران الكبرى الأخرى:
• تعمل "طيران الإمارات" في السوق الصينية منذ ما يقرب من 22 عاماً وقد رسخت وجودها هناك من خلال شراكات استراتيجية. واليوم، تسيّر طيران الإمارات 35 رحلة أسبوعياً إلى الصين، من بينها رحلتان يومياً إلى بكين وشنغهاي، ورحلة يومية إلى غوانزو.
• تُسير شركة "الاتحاد للطيران" 5 رحلات أسبوعية بدون توقف بين أبوظبي والصين.
• وقعت "الخطوط الجوية القطرية" و"خطوط زيامن" الجوية الصينية في سبتمبر/أيلول الماضي اتفاقية تعاون لإطلاق رحلات يومية بدون توقف للمرة الأولى بين مطار بكين داشينغ الدولي ومطار حمد الدولي. تأسست شركة زيامن عام 1984 وهي عضو في تحالف سكاي تيم.
تحالف سعودي يُوقّع عقد المدينة اللوجستية السعودية في ميناء جيبوتي ما وراء الخبر: أصبحت الأسواق الأفريقية أكثر تركيزًا على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الأخيرة. ويساهم الاستثمار السعودي في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية في الدول الأفريقية، إذ تضمن المملكة استفادة المواطنين الأفارقة من العلاقة الاستثمارية باعتبارها صفقة رابحة للطرفين، أي أنها بمثابة علاقة استثمارية "من الناس إلى الناس"، وليس مجرد التعامل مع البلد الأفريقي كمنطقة غنية بالموارد الطبيعية لتحقيق أقصى استفادة منها.
إن إنشاء منطقة لوجستية في أي بلد يخلق فرص عمل جديدة لمواطنيه لأنه بمثابة تعاون استثماري ثنائي يغطي قطاعات عدة، ومن بينها الشحن والتخزين والنقل والتشييد. وستصبح منطقة الميناء اللوجستية الجديدة في جيبوتي مركزاً إقليمياً رئيساً في شرق أفريقيا ومركز توزيع مهم للمنتجات السعودية في الأسواق الأفريقية والآسيوية والأوروبية.
مسار الشحن البحري مروراً بجيبوتي
كما أن تلك المنطقة اللوجستية ستعزز القدرة التنافسية للسعودية في مجال النقل البحري في قارة أفريقيا التي تطل على جبهات بحرية متعددة وهي: البحر المتوسط والبحر الأحمر، وقناة السويس والمحيط الأطلسي وخليج غينيا والمحيط الهندي ومضيق باب المندب وخليج عدن. وتُعد منطقة القرن الأفريقي، حيث تقع جيبوتي في موقع استراتيجي، المنطقة الأكثر جاذبية في أفريقيا للمستثمرين الأجانب. ويبلغ تعداد سكان دول القرن الأفريقي (إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي والسودان والصومال) 140.6 مليون نسمة وبلغ إجمالي الناتج المحلي 188 مليار دولار أمريكي العام الماضي.
لماذا جيبوتي على وجه التحديد؟ بسبب استقرارها السياسي واقتصادها الذي يعتمد أساسا على قطاع الخدمات والنقل، وموقعها عند مصب البحر الأحمر على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وبنيتها التحتية الجيدة، ومينائها الطبيعي الذي يسمح بوصول وعبور السفن العملاقة، كما أنها بوابة حيوية للبلدان الأفريقية المجاورة غير الساحلية.
ما وراء الخبر: تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تكون واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم بحلول عام 2030، وتسعى إلى إنشاء وتطوير قاعدة صناعية كبيرة تحت شعار "صنع في السعودية".
وتُستخدم البوليمرات الصناعية في مجموعة واسعة من المنتجات التي يمكن العثور عليها حرفياً في كل مكان من الملابس التي نرتديها والسيارات التي نقودها إلى التطبيقات الطبية ومنتجات الرعاية الصحية.
وهذا القطاع المهم سيخلق المزيد من الوظائف للمواطنين السعوديين. كما أن المملكة لاعب رئيس في الصناعات البتروكيماوية العالمية. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على البتروكيماويات الأولية قد يزداد بنسبة تتراوح بين 40% و60% بحلول عام 2050.
وستستضيف السعودية المزيد من الفعاليات العالمية في السنوات المقبلة وتحتاج إلى زيادة إنتاجها متعدد الأبعاد لمواكبة الزيادة المتوقعة في الطلب. ومن أهم هذه الفعاليات كأس العالم لكرة القدم 2034.
ويُعتبر هذا الحدث الرياضي المهم حافزًا لطفرة صناعية تغطي العديد من المجالات وعلى رأسها البناء والتشييد. وتُعد البوليمرات الصناعية مكونًا رئيسيًا في مواد البناء.
وبما أن النفط هو المحرك الرئيس لصناعة البتروكيماويات، فقد اعتمدت المملكة في السنوات الأخيرة استراتيجيات وتقنيات حفر مبتكرة لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في التنقيب عن النفطواستخراجه في إطار إستراتيجية المملكة لتحقيق الحياد الصفري على مراحل وفي جدول زمني واقعي بحلول عام 2060.
وفي النهاية رقم لافت...
$4,000,000,000
خسرت شركة بوينج ما يقرب من 4 مليارات دولار حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري بسبب تباطؤ الإنتاج بشكل رئيس إثر تداعيات حادث طائرة ألاسكا إيرلاينز في مارس/آذار الماضي، عندما انفصل باب طائرة بوينج 737 ماكس 9 في الجو. وقد ألحق الحادث خسائر مالية فادحة بشركة الطيران.